الجمعة، 12 أغسطس 2011

مهلا أخي العزيز عرعور المحترم

: مهلا أخي العزيز عرعور المحترم
                          سلام الله عليكم وبعد:
  الدين لله والوطن للجميع , أي لا يستطيع أحد  أن يستفرد بوحدانية الله عز وجل ويحرمها على الآخرين من عباد الله الصالحين  , أو أن يستفرد  بالحكم  على البلاد  والعباد بالقهر والتسلط  كما نشاهده اليوم في العالم العربي والإسلامي بصورة عامة  وفي  بلدنا سوريا الحبيبة بصورة خاصة  ,وإن فعل ذلك ولو إلى حين  إلا أنه سيفشل فشلاً ذرعا بإذن الله  كما سبقوه  في ذلك  المستبدون والطغاة عبر عصور خلت وليومنا هذا , ولله في خلقه شؤون ,
أخي العزيز: عدنان محمد عرعور المحترم  عندما تقرأ القرآن العظيم ألم تر فيه  آيات كثيرة قد نزلت قي حق المستبدين الطغاة ؟ كآل فرعون وغيرهم من الطغاة المستبدين
: ألم تقرأ تاريخ المنطقة و خاصة الصراعات  الإسلامية البينية  المدمرة منها؟ حتى وصل الأمر بهم  إلى أن أباد  بعضهم بعضاً في زمن العباسيين والأمويين في أكثر من موقع أومن  مكان؟  ألم تقرأ كيف تعاون الفاطميون مع الصليبيين ضد إخوانهم  المسلمين في زمن صلاح الدين الأيوبي وقبله وبعده؟ ألم تقرأ تاريخ حروب الصفويين الفرس  والعثمانيين الأتراك  الطاحنة على حساب الشعوب الإسلامية واستعبادهم وتقسيم بلدانهم وأوطانهم في ما بينهم ؟ ولا زالت كردستان وعر بستان وبلوجستان وغيرها من الأوطان والشعوب الإسلامية  تكتوي بنيران ظلمهم واضطهادهم و وجورهم وجبروتهم ,وكذلك الأمر في تركيا الحالية المحتضنة لمؤتمرات المعارضة السورية , والتي  لا تختلف عن النظام الحاكم في إيران إن لم تكن  أسوأ منها ظلما واضطهادا لشعوبها و في تعاملها السيئ معها وخاصة مع  الشعب الكردي
  أخي العزيز أليست  الشعوب والأحزاب الإيرانية قد  تكاتفت  معاً وتعاونت مع الثورة الخمينية ضد نظام الشاه في إيران بقصد الخلاص من جبروته و نظامه المستبد , ولكن النتيجة أصبحت فيما بعد  أسوأ مما كانت عليها في عهد الشاه بالنسبة لتلك الشعوب بل  للمنطقة كلها كما يعرفها الجميع , وأن جميع الوعود التي وعدها الخميني لتلك الشعوب والأحزاب الإيرانية  ذهبت أدراج الرياح ,
عزيزي الشيخ عدنان عرعور ألم تشاهد بأم عينيك وتسمعها بأذنيك ما جرى ويجري في السودان في ظل نظام البشير الإسلامي من تقسيم البلاد وتشتيتها نتيجة الظلم والاستبداد وسياسة التهميش التي مارستها السلطة السودانية الإسلامية  بحق شعوبها  والاستفراد بالحكم  في ظل حكم غاب عنه العدل والمساواة , ألم تشاهدوا مأساة الشعب الأمازيغي المسلم المنقسم وطنه بين الدول العربية الإسلامية (المغرب- تونس –الجزائر, كما هو حال الشعب الكردي المنقسم بين العرب والترك والفرس , والله لو فكر المرء جلياً بإنصاف وعدل لفضل استعمار الأجنبي الكافر حسب عقليتكم على الاستعمار العربي الإسلامي و التركي الإسلامي  والفارسي الإسلامي ,
أخي العزيز لا أدري إن كنت من الأخوان المسلمين أملا  أفلا تذكر تحالفكم مع البعثيين العفلقيين أثناء حكم صدام المقبور؟ في أواخر السبعينات من القرن المنصرم  فاستخدمكم ضد النظام السوري البعثي هو الآخر  وجعلكم كبش فداء لمصالحه السياسية وصراعاته الإقليمية الطائشة كما استخدمكم النظام التركي حينها في خدمة  مصالحه السياسية نفسها, فنرجو أن لا يتكرر ذلك
: أخي في الدين والوطن عرعور المحترم  نحن الشعب الكردي شعب حي عريق و موجود على أرضنا كردستان قبل ظهور المسيحية والإسلام, ولسنا مجموعات صغيرة أو أفراد قليلة من أصحاب الشناتي كما وصفتموها في قناة وصال , وكما  إننا لسنا من دعاة السنية أو الشيعية أو العلوية أو أية طائفة مذهبية  أخرى فإنها  جمعها سواسية بالنسبة لنا, لكننا شعب لنا قيمنا و خصوصيتنا القومية و لغتنا الخاصة بنا وقد وهبنا الله من نعمه مثلما وهبها لكافة  الشعوب التي تعيش على وجه البسيطة ,غير أن حقوقنا المشروعة تلك  مغتصبة من قبل أخواننا المسلمين الجائرين الذين هم أسوأ من الكفار الحقيقيين ,
أخي الشيخ عرعور: إن كنتم تتعاملون مع الشعب الكردي السوري وقضيته العادلة في سوريا والتي هي قضية عادلة و وطنية سورية بامتياز   وبالطريقة التي تعاملتم بها في مؤتمر اسطنبول المزعوم كالتهميش وعدم قبول مشاركة الكرد في القرارات المصيرية للشعب السوري وما يتعلق بها من أعمال تخدم القضية السورية  المشتركة ,ومن أجل خلاص الشعب السوري من همجية نظام البعث الجائر,و إلا فإنكم ستعتبرون في نظرة الشعب  السوري و شبابه الثوار الميامين  متحالفون مع النظام السوري من خلال النظام التركي الوسيط , للالتفاف على ثورة شباب سوريا الأبية كي تستفردوا بالحكم  باسم الإسلام عندها لا فرق بينكم وبين أي نظام مستبد جائر في العالم  ,وستجعلون من سوريا بؤرة توتر سياسي  دائم وستصبحون سبباً في  عدم استقرار سوريا  كما فعلها صدام حسين في العراق وعمر البشير في السودان وغيرهما فنرجو أن لا تكونون كذلك ,
أخي العزيز نحن من عشاق الحرية ودعاة السلام والعيش الكريم المشترك ولسنا من دعاة الحروب والكراهية والتفرقة العنصرية أو المذهبية و الطائفية  البغيضة وأن حريتنا جزء لا تتجزأ من حرية الشعب السوري ومن واجبنا الوطني والإنساني أن ندافع عن سوريا أرضاً وشعباً كما دافعنا عنها في منعطفات تاريخية مشهودة  كلما دعت الحاجة إليها, ونحن أرفع من أن يصنفنا الآخرون حسبما يشتهون , وأن شبابنا الكرد عندما يشاركون أخوانهم شباب  العرب في الانتفاضة السورية القائمة ما ذلك إلا انطلاقا من الحس الوطني المشترك والآمال والهموم المشتركة لا من أجل عرعور ولا من أجل بوطي أومن أجل عفلق النازي  أو من أجل زهير فنرجو الله أن يمنحنا القوة على الصبر والصمود في وجه الظلم والظالمين  والشجاعة والقدرة  على الرجوع عن الأخطاء إن أخطأنا ؟؟؟؟؟؟؟ اللهم اجعلنا من أهل الصدق والوفاء
        كار دوخ 22-7-20011

ليست هناك تعليقات: