الخميس، 1 سبتمبر 2011

كاردوخ : ثورة الشعب السوري والبورصة السياسية في أسواق اسطنبول التركية

 كاردوخ : ثورة الشعب السوري والبورصة السياسية في أسواق اسطنبول التركية

منذ أكثر من خمسين عام وأن الشعب السوري مغلوب على أمره من قبل  ألنظام ألبعثي الفاشي المتسلط على رقابه من خلال القوانين الجائرة التي ابتدعها لخدمة سلطته    والقرارات التعسفية الفردية  التي عممها ولا زال  يعممها على دوائره الأمنية  المخزية لإذلال الشعب السوري , والمراسيم العنصرية المهانة,و التي ابتكرها أيضاً  ولا زال يبتكرها باستمرار لترهيب  الشعب السوري عامة والشعب الكردي السوري  خاصة , فمنها حسبما كان يتماشى  والوضع الإقليمي الذي كان سائداً  في المنطقة ,والصراعات الدولية التي كانت سائدة حينها أيضاً  خدعة منه   لكسب إحدى القوى المتصارعة  أي (دول المنظومة الاشتراكية ) إلى جانبه  زمن الحرب الباردة كي يحمي بها  سلطته كما هو معروف للجميع , ولتصبح  ظهيرة له في الصراعات السياسية الإقليمية منها والدولية المفترضة  ,ومنها لتضليل الشعب السوري  وتكبيله بها وخنوعه لينتزع عنه حريته  وكرامته الإنسانية والوطنية ,وأخرى  لتجويعه وخطف  لقمة العيش من فمه وتهجيره عن دياره ووطنه  بشكل مبرمج , و منها خاصة الشريحة المثقفة من الأكاديميين السوريين  و خريجي الجامعات وأصحاب العقول النيرة والمهنيين  مما جعل الشعب السوري يعيش في حالة يرثى لها  , طيلة هذه الفترة ,وهكذا استمر هذا النظام الطاغي في طغيانه وجبروته  من قتل الإنسان السوري  وتشريده, وهتك الأعراض أمام مسمع ومرأى العالم أجمع, إلا أن إراده الشعوب لا تقهر, فإن  مثلها كمثل القدر المحتوم لابد أن يأتي يوم يستطيع فيه أن يكسر جميع  القيود البالية  وينتزع عن رقابه أغلال الذل والخنوع ,
حيث هبت ريح الحرية  وثارت ثورتها العارمة  في منطقة الشرق الأوسط  وحطمت عروش الطغاة والمستبدين  في أكثر الأماكن و مواقعها المهمة لتجرف معها جميع القذارات  كي تطهر الأوطان من رواسبها  القديمة ولكي تشم شعوب الشرق العظيم   نسيم الحرية من جديد , ومنها الشعب السوري الأبي ألذي هب ثائراً بكل شموخ  في وجه الظلم والاستبداد في عموم سوريا بعربه وكرده وجميع اثنياته وطوائفه الدينية والمذهبية   دون استثناء مطالبا بالحرية والكرامة   مما أشعرت الأنظمة الحاكمة المستبدة الأخرى  المتبقية في المنطقة بالخطر على سلطتها وأنظمتها السوداء وخاصة  المتسترة بستار الدين كالسلطة التركية  والإيرانية وغيرهما  المعتادة  في سياساتها على الكذب وخداع الشعوب تاريخياً,وبصورة خاصة السلطة التركية التي لازالت تنظر إلى شعوب المنطقة بالنظرة الدونية القديمة كما كانت تعيش في القرون الوسطى ,إلا أنها  أصبحت  تعرف  أخيراً  بالانتهازية والخداع والدجل والكذب على الشعوب مرة أخرى , وفي عصر يختلف عن العصور الوسطى, ولخوفها الشديد من ثورات الشعوب المتواصلة للتغيير, فإنها  باتت تفتش عن عملاء منذ اللحظة الأولى من قيام الثورات الشعبية في منطقة الشرق  كي تحمي سلطتها بهم من جهة, ولكي تستطيع التدخل في شؤون الثورات المجاورة لها بواسطتهم   من جهة أخرى تحت ستار التعاون معها للتمكن من تغيير مسارها  الحقيقي المؤدي إلى تحرير الشعوب من حكم الطغاة والمستبدين   غير أن السلطة التركية عجزت عن إيجاد عملاء جدد لها بهذا الخصوص ماعدا عملاءها  القدامى  السابقين من الإخوان المسلمين و السلفيين الذين كانت السلطة التركية السابقة تدربهم على القيام بتنفيذ الأعمال الإرهابية في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم مع حفنة من البعثيين العفلقيين السابقين الذين استخدمهم  صدام المقبور هو الآخر  في محاربة السلطة البعثية  السورية ولغاية نهاية حكمه المقبور.
وها نشاهد السلطة التركية المخادعة  بعد فشلها في جر السلطة السورية إلى جانبها, فإنها  تقوم مرة أخرى بلملمة بعض من عملائها السابقين من الأخوان المسلمين وشرذمة من السلفيين و البعثيين العفلقيين الصداميين , فتحتضنهم وتدربهم على أسلوب  السمسرة  والابتزاز السياسي  وتزج بهم في البورصة السياسية صنيعة السلطة التركية وبعض من الدول الإقليمية الأخرى   في أسواق  اسطنبول التركية, وللمرة الثالثة على التوالي , فقط كل هذا  من أجل الالتفاف  على ثورة الشعب السوري وإفراغها عن محتواها ,هذا من جهة و تذرف دموع الحزن والأسى على شهداء الشعب السوري من جهة أخرى  بطريقتها المخادعة المعتادة  للتدخل في الشأن السوري  بإطلاق تصريحاتها النارية الكاذبة  من خلال إعلامها المزيف تحت ستار الجيرة والقرابة للشعب السوري  دون أن تقدم شيئاً ملموساً لإنجاح الثورة السورية , وقد تبين فيما بعد : الغاية من كل هذه الأعمال الملتوية و هي الالتفاف على ثورة الشعب السوري و إفراغها عن محتواها الثوري كما أسلفنا  , وبالتالي كي تتمكن من تغيير مسارها الحقيقي المؤدي إلى خلاص الشعب السوري من الظلم وحكم الطغيان و الاستبداد للحصول على حريته  وأن يعيش بكرامة   ,  فإن أعمال السلطة التركية المخابراتية المخادعة هذه تعتبر متجاوزة إرادة الشعب السوري الثائر, ومتجاهلة تماماً دماء شهدائه  الميامين الكرام  ,وبناء على ما تقدم نعلن  ما يلي :
1- إننا  ندين محاولات السلطة التركية المتوالية  وربيباتها التي تعمل  للالتفاف على ثورة الشعب السوري لإفراغها عن محتواها .
2- نطالب السلطة التركية  بالكف عن إنشاء المؤتمرات المزيفة على أراضيها بقصد  خداع الشعب السوري والتدخل في خصوصية ثورته السلمية المباركة .                         3- ندعو كافة الفعاليات الوطنية السورية  المعنية بالشأن السوري وثورته الميمونة سواء  أكانوا من الوطنيين السياسيين والمثقفين  أو التجار والعشائر وكافة الشرائح الاجتماعية الوطنية السورية الأخرى برفض انعقاد المؤتمرات التي ستعقد في اسطنبول وبورصاتها السياسية المتآمرة  مستقبلاً.
4- ندعو إلى مشاركة ممثلي أعضاء  التنسيقيات الشبابية  للثورة السورية  في جميع المؤتمرات الوطنية المستقبلية لإنقاذ الثورة السورية أين ما تكون   سواء أكانت في داخل سوريا أو خارجها.   
وعلى أن يكون أغلب أعضاء المؤتمر من ممثلي التنسيقات للثورة السورية لأنهم أولى بها
5- يجب أن يكون انعقاد المؤتمرات من أجل إنقاذ الثورة السورية  ,وأن تضع مطالب الشعب السوري السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية والحقوق المشروعة للشعب الكردي و الأقليات القومية والدينية الأخرى  نصب أعينها  , والإقرار سلفاً بأنها ستعترف بها دستورياً وبشهادة دولية معتبرة  , وعلى أن يكون نظام الحكم بعد سقوط النظام الحالي نظاما ديمقراطياً  برلمانياً لا مركزياً  ضماناً لنهاية حكم الحزب الواحد ,ولعدم سيطرة قومية على قومية أخرى أو مذهبية أو دينية على غيرها من الأديان والمذاهب كي يعيش الشعب السوي في ظل حكم  دستوري وطني  ديمقراطي برلماني لا مركزي  متداول تسوده العدالة والأمان للجميع دون  تفريق أو تمييز  تقرره صناديق الاقتراع مستقبلاً ,وعلى أن لا يهمش حقوق  أية جهة قومية أو دينية أو مذهبية أخرى سواء أكانت تلك صغيرة أو كبيرة 
  
                                                

                                                                          كار دوخ  31/8/2011

ليست هناك تعليقات: