السبت، 24 سبتمبر 2011

كاردوخ : إلى الثوار السوريين الشجعان وأعضاء تنسيقياتهم الكرام من العرب والكرد و الأثنيات والأديان والطوائف السورية

                       تحية وبعد :                                
لاشك أن ثورتكم المباركة الهادفة إلى تحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري الأبي. قد قدمت تضحيات جسيمة  ولا زالت تقدمها منذ سبعة أشهر تقريباً لإنقاذ الشعب والبلاد  من جحيم  سلطة أعتى نظام فاسد في العصر الحديث على الإطلاق ,وها قد فاجأتم العالم أجمع  بكسركم جدار الخوف الذي بناه هذا  النظام الطاغي  على أسس من الظلم و القهر والقتل وتجويع الناس .هذا الجدار الذي لم يكن يتوقع أحد كسره أوهدمه . ولكنكم قد كسرتموه  بفضل  تضحياتكم الجسيمة  التي قدمتموها فداء من أجل حرية شعبكم  ولا زلتم بقوة  إرادتكم الفولاذية  التي لا تقهر
مصممون  على إسقاط هذا النظام الذي اغتصب الحكم بانقلابه العسكري الأسود منذ أكثر من خمسين عام. تقريباً . ودون أن يستند في حكمه أي مستند قانوني أو شرعي . وإنما اعتمد في حكمه شريعة الغاب . وترك العنان لشبيحته المجرمة وأمنه الفاسد وعساكره المجرمين من غير الوطنيين منذ انطلاقته السوداء  لقتل معارضيه من المواطنين السوريين  الأبرياء بالجملة وترويعهم  وتدمير المدن والقصبات والقرى الآمنة ونهب أموالهم وممتلكاتهم, واعتمد البطش والظلم وهتك ألأعراض نهجاً له استمراراً لحكمه الفاسد ,
وعلاوة على ما تستخدمه هذه السلطة الطاغية من الأعمال البربرية اللا إنسانية بحق الشعب السوري. فإننا نشاهد الكثيرين ممن "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة " فهم يتسابقون على تشكيل العديد  من اللجان المتناثرة هنا وهناك باسم (لجان وطنية)  وأن كل منها تخدم أجندات إقليمية أو دولية  معينة ,أو لخدمة مصالح شخصية أو دينية مذهبية وطائفية  لا صلة لها بمصالح الشعب السوري ووحدته الوطنية المنشودة كما ذكرناها في مقال لنا سابقاً  ,ومنها  تعمل جاهدة  لتهميش أغلب القوى السياسية الوطنية الثائرة على أرض سوريا الثورة وتشتيتهم دون احترام تلك  الأرواح الزكية للشهداء الأبرار الذين افدوها من أجل تحقيق الحرية لشعبهم و حفظ  كرامتهم  , وكذلك دون احترام  دماء الثوار من أبناء الشعب السوري التي تسفك على أيدي القتلة من الشبيحة البعثية المجرمة  وعلى أيدي أمن نظام الأسد السفاح  ليلاً و نهاراً , وأن هؤلاء المتسابقين على تشكيل اللجان المزعومة الآنفة الذكر  فإنهم يعرضون للعالم الصورة الحقيقية لأحزابهم المتشرذمة في الداخل السوري وانشقاقاتهم المتتالية, منها بسبب الصراع على الزعامة ومنها بتخطيط من جهاز المخابرات السورية, وأخرى خدمة لأجندات لا تريد الخير لسوريا وشعبها, ---------
وبناء على ما تقدم وكذلك حسب رأينا:  فإن تشكيل هذه اللجان العديدة المتناثرة  هنا وهناك  والمتناقضة في رؤياها السياسية ونهجها وتصرفاتها اللامسؤلة لا تنتج سوى تفكك المجتمع السوري وتشتته . ناهيك عن أنها ستلحق الأذى بالثورة السورية ومستقبلها. وتشجع  النظام البعثي النازي والمحصور في عائلة الأسد  على قتل المزيد من الوطنيين الشرفاء من أبناء  الشعب السوري والبطش بهم  وترويعهم مما يطيل من عمر هذا النظام الجائر , و انطلاقا من حرصنا على حماية الثورة ونجاحها وعليه فإننا نقترح ما يلي :
1- أن يعمل الناشطون المثقفون  من الثوار الشجعان وأعضاء تنسيقياتهم الكرام من كافة المحافظات والمناطق والقصبات  السورية على لمّ شمل الوطنيين السوريين على أوسع نطاق ومن كافة القوميات والأديان والطوائف والاتجاهات السياسية الوطنية  دون تهميش أية جهة سياسية وطنية  أو رفض للآخر. بحيث لا يفضل أحد على غيره من الوطنيين
السوريين سواء أكانوا حزبيين أو غير حزبيين وسواء أكانوا في  داخل الوطن أو خارجه وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون العودة إلى وطنهم سوريا   بسبب مواقفهم المعارضة لسياسة النظام الحاكم الهوجاء .
2- أن يطرح كل من لديه مطالب مشروعة للمناقشة في الاجتماع الموسع المفترض انعقاده لإيجاد الحلول لها سواء أكانت تلك – فكرية- أو - سياسية –قومية –دينية –مذهبية – طائفية و جميع ما هو متعلق بأية قومية أو دين أو مذهب وذلك  بالطريقة التوافقية للاعتراف بها , 
وإقرار ها دستورياً لطمئنة الجميع ولإنهاء  خوف الأقلية القومية من  الأكثرية القومية وهكذا ينسحب الأمر على المسألة الدينية و المذهبية والطائفية أي لا طغيان للأكثرية على الأقلية أو الأقوى على الأضعف بل يصبح الجميع سواسية أمام الدستور والقوانين المستقبلية الجديدة مثل ما هم متساوون   في ميدان الثورة المباركة .    
3- لابد أن يناقش في المؤتمر المفترض عقده  نوع نظام الحكم في سوريا مستقبلاً أي بعد ( تغيير نظام الحكم ,,,) أو إسقاطه ,,) كمسألة نظام الحكم الديمقراطي و تداوله و نظام الحكم الفدرالي أو نظام الحكم اللا مركزي و توزيع الثروة و مسألة الشهداء وقضية المتضررين نتيجة القرارات التعسفية الجائرة لنظام البعث بحق المواطنين السوريين .
4- أن الثورة القائمة في سوريا هي ثورة جميع الشعب السوري وتمثل كافة قومياتهم وأديانهم وطوائفهم .  
5- لابد من الإقرار بالنظام الديمقراطي مبدئياً للحكم المستقبلي شرطاً أساسيا في إدارة شؤون البلاد من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية و توزيع الثروة بين المحافظات والمناطق جميعها  من خلال إنشاء المشاريع الصناعية والخدمية والإنتاجية دون تمييز أو تفريق وإعطاء الأفضلية للمناطق الأكثر تضررًا نتيجة القرارات والقوانين والمراسيم العنصرية والتعسفية التي أصدرها النظام لحرمان بعض المناطق من العمران والخدمات الضرورية  والمنشآت الاقتصادية .
6- فصل الدين عن الدولة , أي يكون نظام الحكم نظام علمانياً
7- العمل على فصل السلطات الثلاث السلطة التشريعية والتنفيذية
والقضائية عن بعضها وكذلك أن تعطى  المساحة الكافية من الحرية للسلطة الرابعة كي تقوم بدورها في كافة المجالات الوطنية والرقابة الحرة على مؤسسات الدولة و أعمالها التي تعكس الأمور الاقتصادية والشؤون الإدارية والخدمية سلباً كان أو إيجابا .
             
23.9.2011
  كاردوخ

ليست هناك تعليقات: