الجمعة، 10 فبراير 2012

كار دوخ : تباً للأبواق المأجورة

ألكل يعلم أن الشعب الكردي من أقدم شعوب المنطقة وهو يعيش على تربة أرضه (كردستان) وهو محروم من أبسط حقوقه الإنسانية والقومية وحتى الدينية التي يدعي بها: عرعور وبيانو ني والخمينيون وقبلهم بمئات السنين الصفو يون الشيعة والعثمانيون السنة ولازلنا نتذكر منع الآذان باللغة العربية في مساجد تركيا عامة وكردستان تركيا خاصة حتى قبل الأعوام القليلة المنصرمة ,وكذلك في إيران منع الشعب الكردي والعربي السني من بناء المساجد في المدن الإيرانية الكبرى ذات الأغلبية الشيعية كون الكرد أيضاً ينتمون للمذهب السني وكذلك في سوريا البعث لا ننسى الجهات الأمنية التي كانت تتجسس على المصلين الكرد في مساجد القرى الكردية ومدنهم من خلال جواسيسهم وكانوا يعتبرون المساجد الكردية خطيرة على أمن الدولة ,


ناهيك عن تعاون الإخوان المسلمين مع المخابرات السورية للتجسس على الكرد من خلال تواجدهم في المساجد والأحياء الشعبية الكردية و يعرفهم أبناء الكرد فرداً فرداً وكانوا مزدوجون في تعاملهم مع مخابرات البعثيين وذلك منذ أن تسلط البعثيون على الحكم السوري من خلال انقلابهم العسكري الأسود ولغاية أواخر السبعينيات من القرن المنصرم , ولا زلنا نتذكر إقبالهم الشديد على بناء المستوطنات العربية على الأرضي الكردية في المناطق الحدودية التركية السورية وإجلاء سكانها الأصليين الكرد عنها ظلماً وعدواناً بدأً بدجلة ومروراً بمناطق ديريك وتربه سبي وقامشلو وعامودا ودرباسية وانتهاء بسري كآنيي

ألا يحق لهذا لشعب المضطهد من قبل الأنظمة المتسلطة على رقابه والمحروم من جميع حقوقه المشروعة أن يطالب بها وانتزاعها من الغاصب المستبد؟ ألا يحق لهذا الشعب أن يثور في وجه من يضطهده ويغتصب أرضه وينهب خيرات بلاده ويحكمه بالحديد والنار؟ ألا تؤيدهم آيات قرآنية كثيرة مطالبتهم بحقوقهم المشروعة؟ولا أود ذكرها هنا لألا يطول الموضوع , هذا القرآن الذي يدعي عرعور وبيانو ني وغيرهما تطبيق أحكامه بطريقتهم الخاصة المزيفة ,

ألم يعلم العالم أجمع بأن الثورات الكردية لم تنقطع منذ أكثر من مئة عام وضحى في سبيل انتزاع حقوق الشعب الكردي المشروعة بأرواحهم مئات الآلاف من أبناء الشعب الكردي. ولم نسمع من أية قوة تحررية أو أية قوى خيرة في العالم قديماً وحديثاً استنكارها أو رفضها سوى الأنظمة التركية والعربية والإيرانية المستبدة المغتصبة لكردستان سواء أكانت تلك الأنظمة علمانية أو إسلامية,

غير إننا تفاجئنا ببوق جديد على الساحة السياسية بلون جديد وصوت جديد فيستنكر عمليات الثوار الكرد الأخيرة ضد الطغمة العسكرية التركية هذه الطغمة التي تقتل أبنا الشعب الكردي ليلاً نهاراً على الرغم من أن الثوار الكرد قد أوقفوا عملياتهم العسكرية من جانب واحد أكثر من ثمان مرات ولمدة طويلة .إلا أن الطغمة العسكرية الأردوغانية لم تتوقف عن قتل أبناء الشعب الكردي واعتقالهم والزج بهم في سجونها الظالمة وإننا إذ نستغرب صوت هذا البوق الجديد الذي تختلف نغماته عن نغمات الأبواق القديمة حيث : لم نكن نسمعه من قبل قط ,

هذا الصوت النكر الذي يدعي أنه صوت سوري حر يدافع عن كرامة وحرية الشعب السوري بجميع شرائحه الاجتماعية والسياسية وأطيافه العرقية والدينية والمذهبية, ,أليس عجيباً : فئة يقال عنها : أنها تقاتل المغتصبين والطغاة من أجل نيل حريتها وكرامتها. وهي إذ ترفض أن يطالب شعب مضطهد بحقوقه المشروعة؟ والأغرب أن هذا الشعب المضطهد يشاركها في الساحة السياسية والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل حرية الشعب السوري وكرامته أليست هذه الفئة متناقضة في سلوكها وتصرفاتها في ادعائها بالحرية والكرامة؟ أو أليست هذه الفئة قد ضلت عن سبيلها وفقدت رشدها ؟

تبت يدا الذي كتب بيان الاستنكار والعزاء لأوغلوا التركي المخادع ( مخطط الإرهاب ومؤسسه ) ووصف فيه عملية الثوار الكرد بالغدر

ولا يسعنا إلا أن نستنكر هذا العمل المنافي لأخلاق المدعين بالحرية والكرامة وكما ندعو الشعب السوري الثائر عامة والكردي خاصة استنكار هذا الموقف الشاذ الذي اتخذه بعض من المسمى بالمجلس الوطني السوري بحق الثوار الكرد في تركيا لأنه لا يخدم القضية السورية وثورته الوطنية من أجل الحرية والكرامة بل يضرها بكل تأكيد. فهذا لا يعني إننا من دعاة القتل والحروب المدمرة بل نحن من دعاة الحرية وعشاقها,ونعتبر الطغاة والمستبدين أمثال أردوغان وخامنئي وبشار الأسد وأنظمتهم هم وحدهم المسؤلون عن الحروب وخلق التوتر في المنطقة والعالم وليست الشعوب المضطهدة والمغلوب على أمرها ,وكما إننا نعتبر أن الأيدي التي سطرت كتاب العزاء المشار إليه لا تمثل إلا نفس صاحبها الذي يستعد أن يبيع الوطن والثوار معاً بأرخص الثمن , وليعلم الجميع أن الشعب الكردي لم ولن يسكت على أية إساءة تمس أي طرف كردي مهما كانت الخلافات بيننا وفي أية بقعة من كردستان المغتصبة وأخيراً نعزي شعبنا الكردي والتركي جميعاً وندين ونستنكر الهجمة العسكرية الظالمة التي تشنها الطغمة العسكرية الأردوغانية على الشعب الكردي , وكما ندعو الشعب الكردي والتركي أن يستنكروا هذه الحرب المجنونة ويقولوا لأردوغان وسلطته الفاشية بصوت واحد وصارخ: كفى لسفك دماء أبناءنا كفى للظلم وإنكار حقوق الشعب الكردي العادلة .ولتكن منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام وأمن ورخاء وتعايش وإخاء

لا للحروب –لا للاقتتال- لا للاستبداد- نعم للحرية والتعايش السلمي لجميع الشعوب

كار دوخ /25/10/2011/



ليست هناك تعليقات: